آخر تحديث :الأحد-19 أكتوبر 2025-03:32م

محليات

صحيفة دولية:هل الحل السياسي في اليمن لم يعد ممكنا؟!

الأحد - 19 أكتوبر 2025 - 03:22 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس -القدس العربي-احمد الاغبري

قال عضو المكتب السياسي في حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، مُحمّد البخيتي، في تدوينة، إن الحل السياسي في اليمن لم يُعد ممكنًا؛ وهو طرح يبدو، في ظاهره، مطالبًا بالحرب، وهو كذلك في مضمونه وعلى مساحة أوسع؛ إلا أنه يمثل، في كل الأحوال، طرحًا خطيرًا في بلد يمثل ثالث أكبر أزمة غذائية في العالم، ونصف سكانه يعانون من الجوع.
بصرف النظر عن خطورة الحرب في أي مستوى من مستوياتها، إلا إن ما يمكن قوله إن الجمود الراهن الذي توقفت داخله حركة البلد يمثل تحديًا وتهديدًا أكثر خطورة؛ ليس لأن الخارج فيه هو اللاعب الرئيسي، بل لأن الحاكم المحلي منصاع للهيمنة ويعمل ضد البلد، ويستثمر المخاطر المحدقة به لخدمة مصالحه واستثماراته للأسف.
في كل الأحوال، يبقى الحل السياسي هو المتاح لليمنيين، متى ما أدركوا قيمة الوطن، وحقيقة الوحدة، والثمن الباهظ للخصومة، وتجاوزوا أزمة إنكار الآخر، إلى إعلان الاعتراف ببعضهم؛ دفاعاً عن وطنهم مما يُحاك له.
بيان مشترك لعشرات المنظمات الدولية والوطنية صدر في اليوم العالمي للغذاء، حذر من تفاقم أزمة الجوع في اليمن، موضحًا، أن ما يقرب من نصف السكان يكافحون لتوفير ما يكفي من الغذاء. كما حذّر البيان من تدهور الوضع بسرعة، متوقعًا بحلول أوائل عام 2026، أن يواجه أكثر من 18 مليون شخص في جميع أنحاء اليمن مستويات جوع حرجة، بمن فيهم نحو 41 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة.
وعود ثان، تبقى الكارثة الحقيقية في وضع اليمن الراهن، الذي يبدو وكأن البلد قد وُضع داخل ثلاجة حد تعبير أحدهم، فتجمدت قدراته، التي يمكن القول إنها باتت عاجزة عن تجاوز واقعها، وأصبح البلد بقدر ما هو غير قادر على الذهاب إلى السلام، غير قادر، في الوقت ذاته، على العودة للحرب؛ وهذا التصوير قد يمثل تشخيصًا مخيفًا للمشهد الراهن.
يعتبر نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، المفكر عبدالباري طاهر، أن الواقع اليمني الراهن يشي بمخاطر كبيرة مُحدقة بالبلد.
وقال لـ«القدس العربي»: ما يُعتمل في الخفاء ضد البلد خطير جدًا؛ فالبلد الآن مهدد، ويتبوأ المركز الثاني بعد قطاع غزة مباشرة. الآن سوريا ولبنان نُحيا جانبًا، بينما أصبح اليمن يتبوأ مركزًا أكثر خطورة؛ فمباشرة بعد غزة يأتي اليمن، وقد تعرض البلد لأكثر من ضربة في ظل المعركة القائمة في غزة وباب المندب والبحر الأحمر؛ فاليمن تحت التهديد، من الأمريكيين والإسرائيليين، والمحيط باليمن غير بريء مما يُعتمل على البلد.
وأضاف: وللأسف الشديد، الحاكمون في اليمن شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا ليسوا مقدّرين الخطورة التي تُحيط به. فهذا البلد المفكك والمتصارع، والذي يضع يده على الزناد، مهدد بمزيد من التفكك، ومن الدمار، ومزيد من تمزيق المجتمع والنسيج الاجتماعي.
وأردف «أن البلد في حالة لا حرب ولا سلم؛ والتهديد قائم عليه، ويُشتغل عليه بصورة مرعبة جدًا، وبدلًا من أن يفتح اليمنيون عيونهم على الخطورة التي تتهدد كيانهم، يمضون في سياستهم ونهجهم وممارساتهم الخاطئة، التي توفر لأعدائهم شروط النجاح في تدمير الكيان اليمني».
وتابع مؤكدًا أن «لابد من يقظة لدى الحاكمين، ولدى المحكومين؛ لأن الجميع مستهدف. دُمر العراق بإمكاناته وقدراته، ودُمرت سوريا، كذلك ليبيا، والسودان يدمر حاليًا، وإيران أيضًا، أي أن ما يُعتمل وما يُدبر لليمن الشيء الكثير، وبالتالي لابد من صحوة يمنيّة حقيقية».
وقال عبدالباري طاهر: «على اليمنيين أن يصحوا ويستيقظوا، ويشعروا بخطورة أنهم كلهم مهددون شمالًا وجنوبًا شرقًا وغربًا، وللأسف هناك أدوات محلية تشتغل ضد اليمن».
وأضاف: «لابد بالفعل من صحوة، ومن دعوة للتنادي لمؤتمر وطني، للدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة، ويجتمع اليمنيون على إرادة واحدة، وعلى موقف واحد لمواجهة التحديات والمخاطر المحدقة ببلدهم».
واستطرد طاهر: «يقول الجَندي إن في اليمنيين وثبات كوثبات السباع. هذا الشعب الذي عانى يجب أن يعود للوطن، وأن يتبنى قضية إعادة كيان اليمنيين، والمصالحة الوطنية الشاملة، ومواجهة المخاطر المحدقة بالبلد».
وأكدَّ أن «وحدة البلد ومصالحه ليست مُهدِدة إلا للعدو الصهيوني والإمبريالية الأمريكية، التي تهدد الأمة العربية بدون استثناء».
وأشار نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، إلى أن الحل السياسي هو المتاح، قائلًا: «في أسوأ اللحظات اليمنيون يمتلكون قدرات تؤهلهم أن يستعيدوا إرادة وطنهم؛ وبالتالي يتجنبوا المخاطر المحدقة بالجميع».