آخر تحديث :الأربعاء-11 ديسمبر 2024-09:13م

المراقب الإعلامي


اكتشاف حقل نفطي جديد بالسعودية يعتبر من اكبر حقول الغاز في العالم

اكتشاف حقل نفطي جديد بالسعودية يعتبر من اكبر حقول الغاز في العالم

الإثنين - 22 يوليه 2024 - 11:57 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس -العربي الجديد

وقف المهندس العماني، فهد القحطاني، على منصة الحفر في حقل الجافورة، شرق المملكة العربية السعودية، وهو يتأمل الأفق الممتد أمامه، مبديا حماسا كبيرا بحجم الاكتشافات النفطية والغازية بالمملكة خلال يونيو/حزيران الماضي ويوليو/تموز الجاري، معتبرا إياها مؤشرا على تغير لمسار صناعة الطاقة في المملكة، بحسب إفادته لـ"العربي الجديد".

وعزا القحطاني تفاؤله إلى أن بيانات وزارة الطاقة السعودية، الصادرة في أغسطس/آب 2023، والتي تؤكد أن حقل الجافورة وحده، وهو أحد الاكتشافات النفطية الجديدة، يحتوي على احتياطيات مؤكدة تقدر بـ 229 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وهو ما يجعله أحد أكبر حقول الغاز غير التقليدية في العالم. وفي سياق متصل، أفادت مصادر خاصة لـ "العربي الجديد" بأن الاستثمارات الضخمة التي أعلنت عنها شركة أرامكو، في نشاطات الاستكشاف والتوسيع، والتي تبلغ 25 مليار دولار، تعكس استراتيجية طموحة للمملكة لتعزيز مكانتها في سوق الطاقة العالمية.

وتأتي هذه التطورات المتسارعة في إطار رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، ما يؤيد مضمون التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية في أكتوبر/تشرين الأول 2023، بشأن سير السعودية بخطى ثابتة نحو تحقيق هدفها المتمثل في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي بنسبة 50% بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، تواصل المملكة جهودها لتطوير قطاعات اقتصادية جديدة، حيث أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية، الصادرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نموًا في القطاعات غير النفطية بنسبة 5.5% خلال الربع الثالث من العام نفسه.

سوق الطاقة
ويشير الخبير الاقتصادي، عامر الشوبكي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد العديد من الاكتشافات النفطية المتتالية، ما يؤشر على استراتيجية سعودية ذات مسارين متوازيين، إذ تسعى المملكة لتعظيم قدراتها في الاقتصاد غير النفطي، مع الحفاظ في الوقت ذاته على قوة اقتصادها النفطي. ويضيف الشوبكي أن السعودية تحرص على الاحتفاظ بحصتها في سوق الطاقة العالمية، وتطمح إلى أن تصبح من كبار مصدري الغاز، مع الاحتفاظ بمركزها أكبر مصدر للنفط في المستقبل.

ويضيف الخبير الاقتصادي أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى الحفاظ على مكانة المملكة المستقبلية بصفتها أكبر مصدر للطاقة في العالم، وفي إطار طموح المملكة لتعظيم قيمة الثروات الطبيعية وتعزيز ناتجها المحلي ومركزها الاقتصادي. وينوه الشوبكي إلى أن هذا النهج يتماشى مع رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، مضيفا أن الرؤية تسعى أيضًا إلى استغلال كامل ثروات المملكة العربية السعودية، ما يعزز قدرة الاقتصاد غير النفطي. ويخلص الشوبكي إلى أن هذه الاستراتيجية المزدوجة تهدف إلى ضمان استمرار المملكة في أخذ دور محوري في سوق الطاقة العالمية، مع تطوير قطاعات اقتصادية جديدة لتحقيق التنمية المستدامة على المدى الطويل.


مزارعون في السعودية، 11 إبريل 2021 (فايز نورالدين/فرانس برس)
اقتصاد عربي
مليار وردة في السعودية بهدف تنويع الاقتصاد
طفرة الغاز
وفي السياق، يشير الخبير الاقتصادي، نهاد إسماعيل، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد تطورات مهمة في قطاع الطاقة، تعزز مكانتها لاعبا محوريا في أسواق الطاقة العالمية وترفع قدرتها الإنتاجية من الغاز بما يلبي الطلب المحلي. ويضيف إسماعيل أن الاستثمارات في أعمال الاكتشافات النفطية والإنتاج والبنية التحتية، مثل شبكات خطوط الأنابيب ومحطات المعالجة، ستعزز إمكانات المملكة في التصدير ورفع نسبة الاحتياطيات، مشيرا إلى أن هذه الخطوات ستدعم مكانة المملكة بما هي لاعب دولي في مجال الغاز الطبيعي.

ويلفت إسماعيل الانتباه إلى أهمية تطوير حقول الغاز للاقتصاد السعودي ودورها في المساعدة على تحقيق رؤية السعودية 2030، معتبرا أن حقل الجافورة للغاز من أهم الحقول المكتشفة حتى الآن، إذ يحتوي على احتياطيات مؤكدة تقدر بـ 229 تريليون قدم مكعبة. كما يشير إسماعيل إلى الإعلان عن اكتشاف سبعة حقول للغاز والنفط في المنطقة الشرقية للمملكة وفي الربع الخالي، إضافة إلى إعلان شركة أرامكو عن استثمارات جديدة بقيمة 25 مليار دولار في نشاطات الاكتشاف والتوسيع.

ويرى إسماعيل أن أي قيمة مضافة من الاكتشافات الجديدة ستساعد في تحقيق رؤية 2030 وتلبي طموحات المملكة في لعب دور قيادي في مجال الطاقة على المسرح العالمي، وبهذه الخطوات الاستراتيجية، تعزز السعودية موقعها في سوق الطاقة العالمية وتمهد الطريق نحو مستقبل أكثر تنوعًا في مصادر الطاقة، ما يدعم أهداف التنمية الاقتصادية الشاملة للمملكة.