تقترب الصين من تبني خطاب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، فقد اتهمت الولايات المتحدة بتنشيط عناصر وتيارات في التايوان لمعاداة الحقوق المشروعة للصين، وحذّرت من الأسوأ.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد بحث مع نظيره الصيني جي شي بينغ الجمعة الماضية لمدة ساعتين تطورات ملف أوكرانيا، وحاول بايدن الحصول على ضمانات من بينغ بعدم مساعدة روسيا، وحصل العكس بعدما تبنى الرئيس الصيني استراتيجية الهجوم ووضع المسؤول الأمريكي في قفص الاتهام.
وعكس ما أوردته الصحافة الأمريكية، فقد ركزت الصحافة الصينية على مواقف الصين من النزاع، وأبرزت مواقف الرئيس الصيني برفض العقوبات الاقتصادية لأنها تدخل العالم في حالة من الفوضى، وندد بالتغليط السياسي والإعلامي الذي يمارسه الغرب باتهام الصين بتزويد روسيا بالأسلحة.
وكانت المفاجأة هو الاتهامات التي وجهها الرئيس الصيني للولايات المتحدة بالتشجيع على حرب باردة جديدة ضد الصين، واتهم واشنطن بتشجيع عناصر في التايوان على الاستقلال، وهي سياسة خطيرة قد تؤدي الى نتائج وخيمة.
ونقلت الصحافة الصينية مثل “شاينا دايلي” أن جو بايدن “أكد مجددا أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة مع الصين، ولا تهدف إلى تغيير نظام الصين، وتنشيط تحالفاتها لا يستهدف الصين، كما لا تدعم الولايات المتحدة ما يسمى “استقلال تايوان” وليس لديها نية للدخول في صراع مع الصين”.
وكان قادة الغرب ينهجون لغة التهديد والوعيد ضد الصين محذرين إياها من مغبة مساعدة روسيا، وتراجعت تصريحاتهم بسبب الموقف الصارم للصين ثم كيف اتهمتهم بالكيل بمكيالين، الأول وهو الحفاظ على التوصل بالطاقة من روسيا وفي المقابل إقناع العالم بالعقوبات.
وتشن الصحافة هجمات قوية ضد الغرب والولايات المتحدة في الأزمة الأوكرانية. ونشرت الصحافة الصينية مقالات تحليلية تحذّر فيه من خطر مختبرات التجارب حول الأسلحة البيولوجية التي تشرف عليها الولايات المتحدة، وكتبت وكالة الأنباء الصينية في نشراتها بمختلف اللغات ومنها الإنجليزية والفرنسية، وأشارت الوكالة الرسمية “أثار كشف روسيا مؤخرا عن وجود مختبرات بيولوجية تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا حالة من الذعر في جميع أنحاء العالم…وإلى جانب أوكرانيا، تمول الولايات المتحدة مختبرات بيولوجية سرية في العديد من البلدان حول العالم. وقد أثارت الحقيقة الكامنة وراء تلك المختبرات البيولوجية ومخاطر تسرب بعض مسببات الأمراض الخطيرة قلقا بالغا في المجتمع الدولي”.
تضيف الوكالة “زعمت الولايات المتحدة أنها مولت مختبرات بيولوجية في بلدان أخرى “لاحتواء التهديدات البيولوجية”، بيد أنه تبيّن أن هذه المختبرات تهدف إلى تخزين مسببات الأمراض والسموم الخطيرة والتعامل معها.
وترى الوكالة أن أوكرانيا مثالا على ذلك، فقد ذكر تقرير صدر عام 2012 عن الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم أن بعض المختبرات الأوكرانية قد تم الارتقاء بها إلى المستوى اللازم للتعامل مع بعض مسببات الأمراض الأكثر خطورة مثل الجمرة الخبيثة، وتجزم وكالة الأنباء الصينية أن “بعض التقارير الإعلامية إلى أن المختبرات البيولوجية التي تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا أُنشئت بهدف إقامة آلية للانتشار السري لمسببات الأمراض الفتاكة، الأمر الذي أثار قلقا جديدا بشأن تسرب محتمل لمسببات أمراض”.