آخر تحديث :الإثنين-04 نوفمبر 2024-07:32م

عربي ودولي


إيران تعلن موقفها من اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات واسرائيل

إيران تعلن موقفها من اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات واسرائيل
وزير الخارجية الايراني محمد ظريف

الجمعة - 14 أغسطس 2020 - 05:31 م بتوقيت عدن

- مراقبون برس-وكالات

نددت إيران الجمعة باتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات واعتبرته “حماقة استراتيجية” لن تؤدي إلا إلى تقوية “محور المقاومة” المدعوم من طهران.
وهذا الاتفاق الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس، هو الثالث من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية.
وبموجبه، تتعهد إسرائيل تعليق ضم أراض فلسطينية رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أكد أن ذلك لا يعني أن حكومته ستتخلى عن خطط ضم غور الأردن والمستوطنات اليهودية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
ونددت الخارجية الإيرانية بالاتفاق واعتبرته “حماقة استراتيجية من جانب أبوظبي وتل أبيب، ستكون حصيلتها بلا شك تقوية محور المقاومة في المنطقة”.
وقالت الوزارة في بيان أن “الشعب الفلسطيني المظلوم وجميع الشعوب الحرة في العالم سوف لن تغفر أبدا تطبيع العلاقات مع الكيان الغاصب والاجرامي إسرائيل”.
وتشكل إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، بما فيها دول الخليج الغنية بالنفط، أمرا حيويا لاستراتيجية ترامب الإقليمية لاحتواء إيران.
وأكدت طهران أنها “تعتبر خطوة العار هذه التي أقدمت عليها أبوظبي لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني المزيف واللاشرعي والمعادي للانسانية بانها خطوة خطيرة”، محذرة من “أي تدخل من قبل الكيان الصهيوني في معادلات” منطقة الخليج.
وأضافت أنه “على حكومة الإمارات وسائر الحكومات المواكبة تحمّل جميع تداعيات هذه الخطوة”.
وفي إشارة غير مباشرة إلى السعودية، منافستها الإقليمية الرئيسية، دعت إيران “الحكام الذين من قصورهم العاجية تنشب مخالبهم في وجوه الفلسطينيين وسائر الشعوب المظلومة في المنطقة مثل اليمن” إلى أن “لا يضلوا الطريق في معرفة الاصدقاء والاعداء”.
ويأتي هذا الاتفاق بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف محادثات نادرة مع نظيره الإماراتي الأسبوع الماضي ما أثار الآمال في إصلاح العلاقات بين البلدين.
وكانت الإمارات قد خفّضت علاقاتها مع إيران في كانون الثاني/يناير 2016 وسط تصاعد التوتر بين السعودية والجمهورية الإسلامية.
وشهدت العلاقات بين طهران والرياض مزيدا من التدهور العام الماضي بعد سلسلة من الهجمات الغامضة على ناقلات نفط في مياه الخليج، وجهت فيها واشنطن أصابع الاتهام لإيران.
ونفت طهران تلك الاتهامات.
وتدعم السعودية وإيران، أطرافا متعارضة في صراعات عدة خصوصا في سوريا واليمن.
-“جنة لإسرائيل”-
اتهم رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران والقائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي دولة الإمارات بالعمل بشكل غير رسمي مع إسرائيل.
وقال في تغريدة “أبوظبي جعلت الإمارات جنة لإسرائيل منذ عشر سنوات” واتهمها بالعمل مع الموساد لإنشاء “شبكات تجسس واستخبارات”.
وتابع “لا يمكن لمجاهد إسلامي ولا عربي فخور أن يخون فلسطين. فقط الجبناء يطعنون في الظهر”.
وكتبت إيلي جيرانمايه، المحللة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تغريدة أنه من غير المرجح أن يكون التطبيع “عامل تغيير” بالنسبة إلى إيران، معتبرة أن الجمهورية الإسلامية تعمل منذ فترة طويلة على افتراض أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تتعاون سرا ضدها منذ سنوات.
وغرد الناطق باسم مجلس صيانة الدستور الإيراني عباس علي كدخدائي أن هذه الخطوة تعني أن إسرائيل “تحتل الإمارات”.
وفي مقال افتتاحي نشر الجمعة، أدانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الاتفاق وقالت إنه ليس استراتيجيا ولا تاريخيا، بل مجرد مناورة من قبل ترامب لتعزيز آماله في إعادة انتخابه.
وأضافت أن “هذا الإجراء من جانب إدارة ترامب ليس خطوة لحل المشكلات الإقليمية ودعم دولة الإمارات ولا يساعد الفلسطينيين أو نتانياهو”.
وقالت إن العديد من جيران إيران العرب تربطهم علاقات بإسرائيل، لافتة إلى أن الاتفاق لن يكون له تأثير كبير “ما عدا العار لدول إقليمية واستخدامه محليا لصالح ترامب”.
وتابعت الوكالة أن شعبية “ترامب أدنى بكثير عن خصمه (الديموقراطي) جو بايدن ويحتاج إلى التسبب بصدمة لدى الجمهور الأميركي لتحسين وضعه”.
وتوقعت أنه في الأشهر الثلاثة المتبقية على الانتخابات الأميركية، سيعلن ترامب أيضا تطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت، للغرض نفسه.
من جهته، دعا زعيم ائتلاف دولة القانون في البرلمان العراقي نوري المالكي اليوم الجمعة، الدول العربية والإسلامية إلى أن ترفع صوتها برفض بروتوكول التعاون بين دولة الإمارات و”الكيان الصهيوني” لأنه حلقة من حلقات العودة إلى تثبيت مخطط الذل والهوان وتضييع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال المالكي في بيان صحفي: “لقد تجاوز النظام السياسي العربي حدود القيم العربية والإسلامية بمساره التطبيعي مع الصهاينة الذين ولغوا بدماء العرب والمسلمين واستمرأوا اغتصاب الارض والمقدسات”.
وأضاف المالكي: “أن مسار التقارب السياسي والاقتصادي مع الصهاينة يعد خيانة للأمانة ولله والمسلمين، وعبورا على التضحيات والفداء الجسيم الذي قدمته الأمة في مواجهة غطرسة التطرف الصهيوني واعتداءاته المستمرة وتآمره على العرب والمسلمين، واستمرار الانتهاك الصارخ لقضايا الأمة العادلة في فلسطين”.
وأكد المالكي “أن هذه الخطوة التي لم تكن متوقعة من دولة الإمارات العربيه المتحدة تأكيد على صفقة القرن التي تغير خارطة المنطقة لصالح الكيان الصهيوني و هذه الخطوة انتهاكاً ومخالفة صريحة لمقررات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة عدم الانحياز والمنظمات الدولية الأخرى التي اعترفت بحقوق شعب فلسطين على أرضه وعاصمته القدس الشريف”.