مالكوم وفينيسيوس جونيور.. إسمان برازيليان جديدان دخلا بقوة على خارطة كرة القدم الإسبانية مع العملاقين برشلونة وريال مدريد، الطامحين للاستفادة من موهبتهما الفذة نهاية الأسبوع الحالي،
انضم البرازيلي مالكوم مطلع الموسم من بوردو الفرنسي محبطا مساعي روما الإيطالي، مقابل 41 مليون يورو أنفقها الفريق الكاتالوني للحصول على الجناح السريع. لكن اللاعب الأعسر البالغ 21 عاما صُدم ولم يجد مكانه في تشكيلة تغص بالنجوم، يتقدمها أفضل لاعب في العالم خمس مرات الأرجنتيني ليونيل ميسي.
وعلى غرار مالكوم، تصدر فينيسيوس جونيور العناوين في العاصمة بعد قدومه من فلامنغو، لكن إبن الثامنة عشرة أزيح من خطط المدرب السابق جولن لوبيتيغي مطلع الموسم وتم ترحيله إلى فريق الرديف “كاستيا”.
تغيرت المعطيات وعاش اللاعبان أسبوعا رائعا بكل ما للكلمة من معنى.
أصيب ميسي بكسر في ذراعه، فاضطر مدربه أرنستو فالفيردي لضخ دماء جديدة في تشكيلته. بعد ثوان من دخوله في أواخر مواجهة انتر الإيطالي في دوري الأبطال، أطلق مالكوم تسديدته الأولى فمنحت التقدم للضيوف، قبل أن تنتهي المباراة بالتعادل 1-1، ويصبح برشلونة أول المتأهلين للدور ثمن النهائي.
بكى البرازيلي فرحا مغطيا دموعه بيديه، على خلفية انتقادات طالت مشاركته المحدودة مطلع الموسم، فعلق زميله لاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس “هو شاب رائع. لقد قام بعمل جيد والهدف سيمنحه شعورا جيدا. سيساعدنا كثيرا”، مضيفا “الانتقادات كانت قاسية بحق مالكوم، ليس منصفا أن يحكم عليه على مباراة واحدة في الكأس”.
رأي تشاركه معه فالفيردي الذي قال “نحن كلنا سعداء لمالكوم. منحنا الفارق الذي افتقدناه في باقي أوقات المباراة.. عمل جاهدا للتحسن كل يوم. لا يزال شابا وهناك مجال كبير لتحسنه”.
في غياب ميسي الجالس على المدرجات، شاهد الجمهور لمحة من قاموس “البعوضة”، فعلقت “دياريو سبورتس” على صفحتها الأولى “مالكوم موجود”، فيما كتبت موندو ديبورتيفو “مالكوم أكس″، في إشارة إلى الداعية الأميركي من أصل إفريقي المدافع عن حقوق الانسان.
قال مالكوم بعد باكورة أهدافه “لقد بدأ حلمي مع برشلونة للتو. أحلم بصناعة التاريخ والقيام بأمور كبرى. أشكر زملائي على ثقتهم بي. بداية مسيرتي والتسجيل في دوري الابطال سيبقيان في ذاكرتي الى الابد”.
– “قدرات استثنائية” –
على المقلب الآخر، شارك فينيسيوس جونيور القادم من فلامنغو مقابل صفقة بلغت 61 مليون يورو بحسب إذاعة كادينا كوب (قدرت الصفقة بـ45 مليون يورو لدى انتقاله)، في 12 دقيقة فقط في عهد لوبيتيغي الذي أقيل من منصبه مطلع الأسبوع الماضي بسبب سوء النتائج.
لكن مع إيلاء المهمة مؤقتا للأرجنتيني سانتياغو سولاري، اتسعت مساحة مشاركة الشاب، فخاض 135 دقيقة في 3 مباريات.
وفي ظل القحط الهجومي لريال، مرر فينيسيوس كرة حاسمة وأصاب العارضة في مواجهة مليلية (4-صفر) في الكأس، سجل هدفه الأول ضد بلد الوليد (2صفر) في الدوري، ثم لعب كرة حاسمة للألماني طوني كروس بمواجهة فيكتوريا بلزن التشيكي (5-صفر) في دوري الأبطال الأربعاء.
قال وكيل أعماله فيديركو بينيا لصحيفة “أس” الإسبانية، “إذا حصل على الثقة فلن يوقفه أحد”.
وصفه سولاري الذي ساهم بصقله مع الفريق الرديف “كاستيا”، بأنه “هو لاعب يضج بالحياة وصغير جدا. بالطبع لديه قدرات استثنائية لمن هم في سنه، ومن المعقد جدا أن نقارنه بلاعبين آخرين”.
وتابع “أداؤه يبعث على السعادة (…) جميعنا نحب كرة القدم عندما يأتي لاعب ويظهر أمورا مختلفة”، متابعا بشأن منحه وقتا أطول في المباريات “عندما يكون من المحتم أن يشارك لاعب ويبدأ بتحطيم كل شيء، ينتهي به الأمر (في الملعب). لا شيء يوقف هذه الموهبة، لكن يجب أن يتطور رويدا رويدا”.
– برشلونة لفوز رابع تواليا –
وفي المرحلة الآتية من الدوري، يبحث برشلونة عن تعزيز صدارته عندما يستقبل بيتيس الرابع عشر والعاجز عن الفوز في آخر أربع مباريات، منتشيا من ثلاثة انتصارات متتالية محليا وتأهله إلى دور الـ16 أوروبيا.
لكن رحلة النادي الملكي سادس الترتيب لأرض سلتا فيغو الحادي عشر ستكون أصعب، وتمثل تحديا لسولاري “الباسم” الذي يتعين على ريال تثبيته قبل الإثنين أو تعيين آخر بدلا منه، بحسب قوانين الاتحاد الإسباني.
وقال سولاري الأربعاء بعد الفوز على بلزن حيث افتقد مدافعيه البرازيلي مارسيلو والفرنسي رافايل فاران وداني كارفاخال، “لا يمكنني إلا أن أكون سعيدا بالفوز بنتيجة 5-صفر في دوري الأبطال”.
أضاف “لكنني أفكر فقط في المباراة المقبلة”.
وتبرز مباراة اسبانيول الثاني بفارق 3 نقاط عن المتصدر مع ضيفه اشبيلية الثالث الذي يبتعد عنه بفارق نقطة.
أما أتلتيكو مدريد الرابع تساويا مع اشبيلية، فيستقبل أتلتيك بلباو السابع عشر والذي لم يفز سوى مرة هذا الموسم. ويعاني فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني من إصابات عضلية للظهير الفرنسي لوكاس هرنانديز والأوروغوياني خوسيه ماريا خيمينيز خلال الفوز الثأري على بوروسيا دورتموند الألماني (2-صفر) الثلاثاء في دوري الأبطال، علما بأنه افتقد أيضا الأوروغوياني دييغو غودين والمونتينيغري ستيفان سافيتش.
وقال سيميوني عن مهاجمه الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سجل الهدف الثاني في مرمى دورتموند “يعيش أنطوان فترة استثنائية. موسمه رائع وعندما يكون حاميا يمكنه قراءة كيفية إلحاق الأذى بالخصوم”.
ويبحث فالنسيا المتعثر محليا عن نقل نجاحه القاري النسبي الى الليغا، عندما يحل على خيتافي الثامن.
وتعادل رابع الموسم 8 مرات في 11 مباراة، وسجل هدفا هدف واحدا من 42 تسديدة، قبل مباراة الأربعاء ضد ضيفه يونغ بويز السويسري في دوري الأبطال حيث فاز 3-1 وأبقى على آماله بالتأهل إلى دور الـ16.
وقال مدرب فالنسيا مارسيلينو الذي سجل فريقه 3 أهداف للمرة الأولى منذ آذار/مارس “أردنا إبقاء حظوظنا قائمة للبقاء في هذه البطولة، لذا تعين علينا الفوز. من الرائع رؤية اللاعبين يضحكون مجددا”.