ضيقت الإمارات الخناق على قطر يوم الأربعاء وهددت كل من ينشر آراء يبدي فيها تعاطفه معها بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاما ومنعت حاملي جوازات السفر القطرية من دخول الإمارات.
وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في مقابلة مع رويترز إن احتمال فرض مزيد من القيود على قطر لا يزال خيارا مطروحا وإن على قطر أن تعلن التزامها الكامل بتغيير ما يصفها منتقدوها بأنها سياسة لتمويل المتشددين الإسلاميين.
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين علاقاتها الدبلوماسية مع قطر في خطوة منسقة يوم الاثنين واتهمتها بدعم جماعات إسلامية متشددة وإيران.
وتنفي قطر بشدة تلك المزاعم. وحصلت قطر يوم الأربعاء على بعض الدعم حيث قال مسؤولون في أنقرة إن البرلمان التركي سيسرع مشروع قانون يسمح بنشر قوات تركية في قاعدة عسكرية في قطر.
ودعت إيران إلى الحوار لحل الأزمة. وتعرضت إيران نفسها لهجوم من تنظيم الدولة الإسلامية قتل 12 شخصا على الأقل يوم الأربعاء.
ولم تظهر دلائل بعد على نجاح الجهود المبذولة لنزع فتيل أسوأ أزمة بين دول الخليج العربية منذ نحو عقدين من الزمن.
وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بالإجراءات ضد قطر إلا أنه تحدث هاتفيا بعد ذلك مع العاهل السعودي الملك سلمان وأكد على أهمية وحدة الخليج.
وتحدث وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس هاتفيا مع نظيره القطري وأعرب عن التزامه بأمن منطقة الخليج. وتستضيف قطر ثمانية آلاف من أفراد الجيش الأمريكي في العديد أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط وقاعدة الانطلاق للضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويسعى أمير الكويت للوساطة لحل الأزمة واجتمع يوم الثلاثاء مع العاهل السعودي. وقالت وكالة الأنباء الكويتية إن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حاكم البلاد في طريقه إلى دبي في إطار مساعي حل الخلاف.
وتعهد الرئيس التركي طيب إردوغان أيضا بفعل كل شيء ممكن للمساهمة في حل الأزمة.
ويخزن القطريون الإمدادات خشية حدوث نقص. وقال مسؤول قطري إن العزلة المفاجئة دفعت قطر أيضا إلى إجراء محادثات مع تركيا وإيران ودول أخرى لتأمين إمدادات الغذاء والمياه.
وقال المسؤول إن هناك ما يكفي من إمدادات الحبوب لأربعة أسابيع وإن لدى قطر أيضا احتياطيات استراتيجية كبيرة من الغذاء.
في الوقت نفسه أظهر تعميمان ملاحيان اطلعت رويترز عليهما يوم الأربعاء أن هيئة الموانئ بأبوظبي خففت قيودا كانت مفروضة على ناقلات النفط المتجهة من قطر وإليها.
وأصدرت هيئة الموانئ البترولية في أبوظبي تعميما جديدا يوم الاربعاء يقضي برفع قيود كانت مفروضة في السابق على السفن غير المملوكة لقطر.
ضغوط
ونقلت صحيفة جلف نيوز الإماراتية وقناة العربية التلفزيونية أنباء الحملة على من يعبرون عن تعاطفهم مع قطر.
ونقلت جلف نيوز عن النائب العام الإماراتي حمد سيف الشامسي قوله "إبداء التعاطف أو الميل أو المحاباة تجاه تلك الدولة أو الاعتراض على موقف دولة الإمارات العربية المتحدة وما اتخذته من إجراءات صارمة وحازمة مع حكومة قطر سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتغريدات أو مشاركات أو بأي وسيلة أخرى قولا أو كتابة يعد جريمة معاقبا عليها بالسجن المؤقت من ثلاثة إلى خمس عشرة سنة وبالغرامة التي لا تقل عن 500 ألف درهم".
ومنذ نشوب الخلاف الدبلوماسي تصدرت المواقف المؤيدة لقطر أو المناهضة لها اهتمامات المغردين العرب على تويتر.
كما انخرطت صحف ومحطات تلفزيونية عربية في حرب كلامية.
وقالت شركتا الاتحاد للطيران وطيران الامارات إن جميع المسافرين من حاملي جوازات السفر القطرية ممنوعون حاليا من السفر إلى الإمارات العربية المتحدة أو المرور عبرها.
وأعلنت الشركتان تفاصيل القيود بعد أن قالت شركة الطيران الأسترالية كوانتاس، وهي شريكة لطيران الامارات، إنها لن تنقل قطريين إلى دبي بسبب القيد.
وقال متحدث باسم الاتحاد في رسالة عبر البريد الإلكتروني إن الأجانب المقيمين في قطر بتأشيرة إقامة لن يحصلوا على تأشيرة لدى وصولهم إلى الإمارات.
تعقيدات
وقال قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية لرويترز إن تفكيك التشابكات التجارية "المتنوعة للغاية" بين قطر وجيرانها سيكون مهمة معقدة جدا لكنه أشار إلى أن ذلك قد يكون ضروريا.
وأضاف "لا يمكن استبعاد اتخاذ المزيد من الإجراءات. نأمل أن يسود الهدوء والتروي وأن تسود الحكمة وألا نصل إلى ذلك".
وانخفض مؤشر البورصة القطرية واحدا بالمئة بعدما هوى بنسبة 8.7 في المئة خلال اليومين الماضيين. وهبط الريال القطري لأدنى مستوى في 11 عاما مقابل الدولار في السوق الفورية.
وقال متعامل مقيم في دبي "التوترات ما زالت كبيرة وجهود الوساطة التي تقوم بها الكويت لم تسفر بعد عن حل ملموس لذلك سيظل المستثمرون في حالة قلق على الأرجح".
وانخفضت أسعار النفط بفعل تجدد المخاوف بشأن فاعلية تخفيضات الانتاج التي تقودها أوبك بسبب التوترات المتعلقة بقطر وأيضا بسبب نمو الانتاج الأمريكي.
وقالت قطر إنها لن ترد على هذه القيود بالمثل.
وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لشبكة (سي.إن.إن) مساء الثلاثاء إن قطر مستعدة للحوار. وأضاف أن قطر تحمي العالم من إرهابيين محتملين.
لكن مسؤولا قطريا قال إن الخلاف يدفع الدوحة "ببالغ الأسى" باتجاه الانسحاب من مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي يضم ست دول.
ويهدد منع أسطول قطر من استخدام الموانئ الإقليمية بوقف جزء من صادراتها وتعطيل صادرات الغاز الطبيعي المسال.
وقالت شركتا إيفرجرين التايوانية و(أو.أو.سي.إل) من هونج كونج وهما من أكبر شركات شحن الحاويات في العالم إنهما علقتا خدمات الشحن إلى قطر بسبب القيود على الموانئ.
ويشعر متعاملون في الأسواق العالمية بالقلق من أن يرفض حلفاء الرياض شحنات الغاز الطبيعي المسال من قطر أكبر مصدر له في العالم ومن احتمال أن تمنع مصر الناقلات التي تحمل الشحنات القطرية من استخدام قناة السويس