آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-11:03ص

زمن التناقضات!

الجمعة - 17 أبريل 2020 - الساعة 10:13 ص

سعود الشنيني
بقلم: سعود الشنيني
- ارشيف الكاتب


لم يعد في استطاعة المرء هذا الأيام إمتلاك القدرة على تفنيد وتثبيت مايجري حوله من أحداث ادركها بصره لحظة وقوعها أو كان جزء منها .. بالإضافة لما يقع من وقائع حية لا تخطئها عيناه وأعين العامة وحينها لاسبيل لإنكارها أو جحدها إلا لمن جهلها أو غاب عنها .. وهنا عليه أن يضع في حساباته كيفية تأكيدها والتمسك بها قبل أن يظهر له فجأة أحد المطبلين ومن لف حوله ممن هم أقل سعراً لإنكار ونسف كل تلك الأحداث والوقائع دون استحياء .. والأنكى من ذلك أن ينكرها بأسم من شكلوها. كورونا الشحر أظهرت الكثير من التناقضات في صفوف الجميع سلطة ومجتمع مدني وأصبح الكل يخوض في الأمر دون دراية بالحقائق وكثرة التحليلات والسيناريوهات منها ماهو سياسي ومنها ما تم تصنيفه ناهب للمساعدات المالية التي تأتي من الخارج لمثل هكذا حالات وهذه الأخيرة تعودت المنظومات الحاكمة التي تعاقبت حكم اليمن على ممارستها والسيطرة عليها دون وازع من ضمير أو خوف من الله . ماجرى في الشحر لم يقنع الكثير بتفاصيله التي بدت مغايرة لما هو معمول به في كل دول العالم حول فايروس كورونا وما تبعها من إجراءات لم تكن بحجم الخطر الحقيقي لمواجهته ماعدا ماتم لحظة الإعلان عن الحالة من إجراءات كانت شديدة جداً رافقها زخم إعلامي كبير وهو شأن يخص السلطة المحلية أن تشدد عليه وتحتاط لمثله .. ولكن الوضع الوقائي الذي أتخذته أستمر ليومين فقط ومن ثُم خفت حدته إلى قرب درجة الصفر الأمر الذي ترك العنان للكثير من التحليلات والقيل والقال بين مصدق ومكذب لحالة الكورونا حتى غدا غالبية الناس غير مبالين بأمر الكورونا في ظل تطبعهم بوضعية عدم المبالاة وقلب الحقائق التي رسختها الأنظمة المتعاقبة في أذهانهم وحياتهم وتعمدها أهمالهم في شتى مجالات الحياة ولازالت كذلك . التناقضات أصبحت مليئة في هذا الزمن واصبح لها حيز كبير في تعاملات الناس وعيشهم ومناقشاتهم وأحكامهم على الأوضاع حولهم والممارسات المتقلبة التي تمارس ضدهم في كثير من أمور الحياة .. فلا يمكن أن تجد مكان يخلو من التناقضات وأحياناً تكون هذه التناقضات غير مقبولة وثقيلة على المواطن وخاصة عندما تأتي من لوبيات خبيثة تتحكم في مصائر الأمة وتتمادى في تنغيص حياة الناس وعذاباتهم وهو مانعانيه هنا .